رحيل أسطورة الكرة المغربية: أحمد فرس، رمز الوفاء والتألق

دوكتي نيوز 🌐
0
رحيل أسطورة الكرة المغربية: أحمد فرس، رمز الوفاء والتألق
رحيل أسطورة الكرة المغربية: أحمد فرس

رحيل أسطورة الكرة المغربية: أحمد فرس، رمز الوفاء والتألق

بقلم: محمد الصغير | 16 يوليوز 2025

في يوم الأربعاء 16 يوليوز 2025، خيّم الحزن على الرياضة المغربية بعد وفاة النجم الدولي السابق أحمد فرس، أحد أعمدة الكرة المغربية وأساطيرها الخالدة. رحل فرس عن عمر 78 سنة بعد صراع طويل مع المرض، تاركًا وراءه إرثًا رياضيًا وإنسانيًا سيظل محفورًا في ذاكرة الجماهير. في هذا المقال، نستعرض مسيرة هذا الرمز الكروي، إنجازاته، وتأثيره العميق على الكرة المغربية والإفريقية.

بدايات متواضعة وصعود نجم

وُلد أحمد فرس في 7 ديسمبر 1946 بمدينة المحمدية، حيث نشأ في أحيائها الشعبية وعاش طفولة بسيطة ارتبطت بكرة القدم. بدأ اللعب في شوارع المدينة، وسرعان ما أظهر موهبة استثنائية لفتت أنظار الكشافين. انضم إلى نادي شباب المحمدية في سن مبكرة، وهناك بدأت رحلته الاحترافية التي جعلته رمزًا للنادي والمدينة. رفض فرس عروضًا مغرية من أندية عالمية مثل ريال مدريد وكوسموس الأمريكي، مؤكدًا وفاءه لناديه ووطنه.

تألق فرس كمهاجم صريح يمتلك مهارة فردية، سرعة فائقة، وقدرة على تسجيل الأهداف الحاسمة، مما أكسبه لقب "الجواد المغربي" لأناقته وقوته في الملعب.

مسيرة دولية حافلة بالإنجازات

انطلقت مسيرة أحمد فرس الدولية مع المنتخب المغربي في موسم 1965/1966، حيث خاض أول مباراة له ضد سويسرا. منذ ذلك الحين، أصبح ركيزة أساسية في تشكيلة "أسود الأطلس"، وقاد المنتخب كقائد من عام 1971 إلى 1979.

كأس العالم 1970: شارك فرس في أول ظهور للمغرب في كأس العالم بالمكسيك، حيث قدم أداءً مميزًا ساهم في التعريف بالكرة المغربية عالميًا.

دورة ميونيخ الأولمبية 1972: سجل فرس أول هدف أولمبي في تاريخ المغرب، محققًا 3 أهداف خلال البطولة ومعززًا مكانته كنجم عالمي.

كأس أمم إفريقيا 1976: قاد المغرب للتتويج بلقب كأس أمم إفريقيا في إثيوبيا، محققًا اللقب القاري الوحيد في تاريخ المغرب. حصل فرس على جائزة أفضل لاعب في البطولة، وتُوج بالكرة الذهبية الإفريقية عام 1975 كأول لاعب مغربي وعربي ينال هذا التكريم.

هداف تاريخي ووفاء نادر

يُعد أحمد فرس الهداف التاريخي للمنتخب المغربي برصيد 36 هدفًا، وسجل أهدافًا حاسمة في بطولات كبرى مثل كأس أمم إفريقيا وتصفيات كأس العالم. على صعيد الأندية، قاد شباب المحمدية لتحقيق بطولة الدوري المغربي 1981، كأس العرش 1975، وكأس المغرب العربي. كما سجل أول هدف مغربي في الأراضي الصحراوية، في إنجاز رمزي عزز ارتباطه بوطنه.

شخصية متواضعة وإرث إنساني

لم يكن فرس مجرد لاعب، بل كان قدوة في التواضع والوطنية. عمل موظفًا بنكيًا بسيطًا، وظل وفيًا للمحمدية رغم العروض الأوروبية. في 2008، تدخل الملك محمد السادس لحل أزمة مالية هددت منزله، وفي 2025، تكفلت الجامعة الملكية المغربية بمصاريف علاجه. كما أُقيمت مباراة تكريمية له بحضور نجوم عالميين، في لفتة تعكس مكانته.

إرث خالد ووداع مؤلم

رحل أحمد فرس، لكن إرثه سيظل خالدًا. اختاره الاتحاد الإفريقي عام 2006 ضمن أفضل 200 لاعب إفريقي، تأكيدًا على تأثيره القاري. نتقدم بأحر التعازي لعائلته وأسرة الكرة المغربية، سائلين الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.

أحمد فرس: لاعب، قائد، أسطورة. لن يُنسى.

التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !