الملك محمد السادس يدعو إلى "حوار صريح وأخوي" مع الجزائر ويجدد تمسكه بالاتحاد المغاربي
في خطاب سامٍ وجّهه إلى الشعب المغربي بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لاعتلائه العرش، عبّر الملك محمد السادس، مساء الثلاثاء، عن استعداد المملكة المغربية للدخول في "حوار صريح وأخوي" مع الجزائر، بهدف معالجة القضايا الخلافية بين البلدين، وطي صفحة الجمود التي تطبع العلاقات منذ عقود.
وقال العاهل المغربي في كلمته المتلفزة: "موقفي من الجزائر واضح وثابت. الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالمغاربة روابط إنسانية وتاريخية عريقة، وأواصر الدين واللغة والجغرافيا والمصير المشترك."
وأكد الملك محمد السادس حرصه الدائم على مد يد التعاون والمصالحة، مبرزاً أن المغرب يظل منفتحاً على أي مبادرة بناءة تصب في اتجاه تعزيز العلاقات الثنائية، وتجاوز الخلافات السياسية.
ملف الصحراء.. محور الخلاف الرئيسي
وتأتي هذه الدعوة في سياق توتر طويل الأمد بين الرباط والجزائر، تسببت فيه بشكل رئيسي قضية الصحراء، التي تمثل محور النزاع بين المغرب وجبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر. وقد ظلت الحدود البرية بين البلدين مغلقة منذ عام 1994، في ظل تصاعد الخلافات السياسية والدبلوماسية.
إحياء حلم الاتحاد المغاربي
وفي سياق متصل، جدد الملك محمد السادس تمسك بلاده بمشروع الاتحاد المغاربي، معتبراً أن تفعيل هذا الإطار الإقليمي "لن يكون ممكناً دون انخراط جاد ومسؤول من المغرب والجزائر إلى جانب باقي الدول الشقيقة".
وكان الاتحاد المغاربي قد أُسس في 17 فبراير/شباط 1989 بمدينة مراكش، ويضم كلاً من المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، وموريتانيا. ويهدف إلى فتح الحدود وتسهيل تنقل الأفراد والسلع، فضلاً عن تنسيق السياسات الأمنية والاقتصادية بين الدول الأعضاء. غير أن الخلافات الثنائية، خاصة بين المغرب والجزائر، حالت دون تفعيل مؤسساته، ولم تُعقد أي قمة مغاربية على مستوى القادة منذ لقاء تونس عام 1994.
عفو ملكي استثنائي بمناسبة عيد العرش
وفي لفتة إنسانية، أعلنت وزارة العدل المغربية إصدار عفو ملكي استثنائي بمناسبة عيد العرش، استفاد منه أكثر من 19 ألفاً و600 شخص، بين معتقلين ومدانين في قضايا أمام القضاء.
ويُعد هذا العفو الأوسع من نوعه منذ سنة 2009، التي شهدت إصدار عفو مماثل لفائدة نحو 25 ألف شخص بمناسبة الذكرى العاشرة لتولي الملك محمد السادس الحكم.
