الحرب على الأبواب.. واشنطن تحصل على حق استخدام قاعدة جوية قرب فنزويلا وسط تحركات عسكرية واسعة
في خطوة أثارت اهتمام المراقبين في أميركا اللاتينية، أعلنت الولايات المتحدة حصولها على تصريح محدود ومؤقت لاستخدام قاعدة سان إيسيدرو الجوية و مطار لاس أمريكاس الدولي في العاصمة الدومينيكية سانتو دومينغو، ضمن تعاون أمني متزايد مع جمهورية الدومينيكان، وتحت عنوان معلن هو دعم عمليات مكافحة تهريب المخدرات في البحر الكاريبي.
اتفاق أمريكي–دومينيكاني محدود… لكن بتوقيت حساس
جاء الإعلان عقب زيارة وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث إلى سانتو دومينغو ولقائه بالرئيس لويس أبي نادر. وأكد الجانبان أن الاتفاق لا يتضمن إنشاء قاعدة عسكرية دائمة، بل يقتصر على:
- التزود بالوقود
- الصيانة اللوجستية
- نقل المعدات العسكرية
وتقع قاعدة سان إيسيدرو على مشارف العاصمة الدومينيكية، في موقع استراتيجي قريب من ممر مونا؛ أحد أهم طرق تهريب المخدرات بين فنزويلا وكولومبيا من جهة، وبورتوريكو والولايات المتحدة من جهة أخرى.
أما مطار لاس أمريكاس، الذي يجمع بين البنية العسكرية والمدنية، فيوفر منصة أسرع للرحلات اللوجستية ويُغني القوات الأمريكية عن تحريك الطائرات من قواعد بعيدة داخل الأراضي الأميركية.
طائرات استطلاع وقاذفات استراتيجية
مسؤولون أمريكيون قالوا إن السماح باستخدام القاعدة سيُقلّل زمن الرحلات بشكل كبير، ويزيد من ساعات وجود الطائرات فوق المنطقة، لا سيما:
- الطائرات المسيرة MQ-9 Reaper
- طائرات الدورية البحرية P-8A Poseidon
- الطائرات الناقلة للتزود بالوقود
كما سجلت الأسابيع الأخيرة طلعات أمامية لقاذفات استراتيجية من طراز B-52H و B-1B في أجواء الكاريبي، ما يعزز التكهنات حول استعدادات أوسع من مجرد عمليات مكافحة تهريب.
انتشار بحري غير مسبوق قرب سواحل فنزويلا
التحركات الجوية جاءت بالتزامن مع تعزيز ضخم للوجود البحري الأميركي في البحر الكاريبي منذ 20 نوفمبر 2025، حيث تعمل:
- مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس جيرالد آر. فورد (CVN-78)
مرفوقة بمدمرات «ماهان» و«ونستون تشرشل» و«باينبريدج» - طرادات من فئة تيكونديروجا مثل «جيتيسبيرغ» و«ليك إيري»
- مدمرات إضافية من فئة Arleigh Burke
ويُقدّر عدد صواريخ توماهوك الجاهزة للضربات البرية بأكثر من 248 صاروخاً، وفق بيانات القيادة الجنوبية الأميركية.
وفي موازاة ذلك، تنتشر مجموعة إيو جيما البرمائية برفقة وحدة مشاة البحرية الاستكشافية 22، والمدعومة بطائرات MV-22B Osprey لتأمين عمليات انتشار سريع بين جزر الكاريبي.
رسالة أبعد من مكافحة المخدرات؟
ورغم أن واشنطن تكرر أن الهدف هو الحد من تهريب المخدرات، فإن حجم القوات المنتشرة ونوعيتها يشيران إلى استعداد لسنياريوهات إقليمية محتملة، خاصة في ظل توتر العلاقات مع حكومة فنزويلا.
القوات الأميركية أعلنت أيضاً اعتراض عدة سفن شبه غواصة وقوارب سريعة محملة بالمخدرات مؤخراً، من بينها عملية نفذتها مروحية MH-60R التابعة لحاملة فورد جنوب بورتوريكو.
هيمنة استخباراتية على الكاريبي
بفضل الجمع بين الانتشار الجوي والبحري الواسع، تملك الولايات المتحدة حالياً تغطية شبه مستمرة للممرات البحرية في الكاريبي، مع قدرة على التحول السريع من مهام الحظر إلى عمليات عسكرية واسعة إذا تدهور الوضع الأمني.
ويتخوف مراقبون من أن تكون هذه التحركات خطوة استباقية لمرحلة أكثر حساسية، خصوصاً مع قرب السواحل الفنزويلية من مناطق النشاط الأمريكي الحالي.
