🇲🇦 الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء المظفرة: خمسون عاماً من الوحدة والبناء في الصحراء المغربية
المغرب – موقع أخبار نت | أكتوبر 2025
تُخلّد المملكة المغربية هذا العام الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، التي انطلقت يوم 6 نوفمبر 1975 بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، لتُسطّر واحدة من أعظم صفحات التاريخ المغربي الحديث، ولتُجسّد ملحمة سلمية فريدة في العالم، استعاد بها المغرب أراضيه الجنوبية بطريقة حضارية وسلمية، دون إطلاق رصاصة واحدة.
🕊️ انطلاقة المسيرة الخضراء: نداء الإيمان والوطن
في خريف عام 1975، وبعد قرار محكمة العدل الدولية الذي أكد وجود روابط البيعة والولاء التاريخية بين القبائل الصحراوية والعرش المغربي، أعلن الملك الحسن الثاني عن تعبئة 350 ألف متطوع ومتطوعة من مختلف مناطق المملكة، للمشاركة في "المسيرة الخضراء" باتجاه الصحراء المغربية.
ورفع المشاركون القرآن الكريم والعلم الوطني، في مشهد إنساني نادر جمع بين الإيمان والوطنية، وعبّر عن إرادة المغاربة في استرجاع أراضيهم بالسلام والحكمة، لا بالسلاح والعنف.
وفي يوم 6 نوفمبر 1975، انطلقت القوافل من مدينة طرفاية باتجاه السمارة والعيون، وسط دعم دولي واحترام أممي، لتُتوَّج العملية التاريخية بانسحاب الإدارة الإسبانية، وتوقيع اتفاقية مدريد الثلاثية يوم 14 نوفمبر 1975، التي نقلت بموجبها إسبانيا صلاحيات إدارة الإقليم إلى المغرب وموريتانيا.
🏜️ تثبيت الوحدة الترابية: من المسيرة إلى البناء
بعد استرجاع الأقاليم الجنوبية، شرع المغرب في ورش وطني ضخم لإعادة الإعمار وبناء البنية التحتية في مدن الصحراء، التي كانت تفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم.
تمّ إنشاء الطرق والموانئ والمطارات، وإطلاق مشاريع التعليم والصحة، وتعميم الكهرباء والماء الصالح للشرب على المناطق القروية.
وفي ثمانينيات القرن الماضي، واجه المغرب تحديات كبيرة بسبب نزاع مفتعل حول الصحراء تقوده جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر. ورغم الحرب التي دامت سنوات، ظلّ المغرب متمسكاً بخيار السلم والحوار، ليُتوج ذلك بوقف إطلاق النار سنة 1991، تحت رعاية الأمم المتحدة.
🕊️ من الحرب إلى التنمية: مرحلة جديدة من البناء
منذ بداية الألفية الثالثة، ومع اعتلاء الملك محمد السادس العرش سنة 1999، شهدت الأقاليم الجنوبية تحولاً استراتيجياً، حيث أعلن الملك عن مقاربة تنموية شاملة، ترتكز على الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلق سنة 2015.
استثمر المغرب مليارات الدراهم في مشاريع اقتصادية كبرى:
- ميناء الداخلة الأطلسي العملاق الذي يُتوقّع أن يكون بوابة للتجارة الإفريقية.
- الطريق السريع الرابط بين تزنيت والداخلة.
- مشاريع الطاقات المتجددة في العيون والسمارة.
- وتشجيع الاستثمار في مجالات الصيد البحري، والسياحة، والفلاحة، والطاقات النظيفة.
كما تحوّلت مدن الصحراء المغربية إلى مراكز حضرية حديثة تضاهي كبريات المدن الوطنية، بفضل سياسة تنموية متكاملة هدفها دمج الأقاليم الجنوبية في الدينامية الوطنية الكبرى.
🌍 الانتصارات الدبلوماسية: من الدفاع إلى الهجوم
على المستوى الدولي، استطاع المغرب خلال العقدين الأخيرين أن يُحقق اختراقاً دبلوماسياً غير مسبوق في ملف الصحراء المغربية.
فقد اعترفت الولايات المتحدة الأمريكية رسميًا بسيادة المغرب على الصحراء سنة 2020، كما فتحت أكثر من 30 دولة قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، في خطوة تؤكد الدعم الدولي المتزايد لمغربية الصحراء.
وفي الأمم المتحدة، حظي مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007 بتأييد واسع من القوى الكبرى، بوصفه الحل الوحيد الواقعي والعادل للنزاع، في حين تراجع الدعم الدولي لجبهة البوليساريو، التي باتت معزولة دبلوماسياً وتعاني من فقدان التأييد الإقليمي.
🕯️ خمسون عاماً من الوحدة والوفاء: من جيل المسيرة إلى جيل المستقبل
مع حلول سنة 2025، يكون المغرب قد طوى نصف قرن على هذه الملحمة الوطنية الخالدة، التي تحولت من حدث سياسي إلى رمز وطني دائم للوحدة والوفاء.
فالأجيال الجديدة من المغاربة، التي لم تعش تفاصيل المسيرة، ما تزال تحتفي بها كل سنة بروح الفخر والاعتزاز، في المدارس والجامعات والساحات العمومية، باعتبارها محطة تذكّرهم بأن وحدة الوطن ليست منحة، بل تضحيات رجال ونساء لبّوا نداء الملك والوطن.
💬 رسائل المسيرة الخضراء في الذكرى الخمسين
في هذه الذكرى الخالدة، تتجدد رسائل المسيرة الخضراء إلى الأجيال:
- الوحدة الوطنية خط أحمر.
- المغرب في صحرائه، والصحراء في مغربها.
- السلام هو خيار المغرب، والتنمية هي سلاحه الأقوى.
- الدبلوماسية الذكية والالتزام بالشرعية الدولية هما الطريق للمستقبل.
🔺 خاتمة: المسيرة مستمرة... نحو مغرب موحّد ومزدهر
خمسون عاماً بعد المسيرة الخضراء، يواصل المغرب بقيادة الملك محمد السادس مسيرة التنمية والبناء، مجسداً روح الوفاء لجيل 1975، ومُكرساً مكانة المملكة كقوة إقليمية مستقرة ومؤثرة في إفريقيا والعالم العربي.
لقد كانت المسيرة الخضراء المظفرة أكثر من مجرد حدث سياسي؛ كانت ميلاد أمة متجددة تؤمن بحقها، وتنتصر بسلاح الإيمان والوحدة، وتواصل اليوم مسيرتها نحو المستقبل بكل ثقة وثبات.
📅 إعداد: فريق موقع أخبار نت
📍 doketi.com – تغطية خاصة بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة

