8 مليارات دولار في خطر… كيف يمكن لانهيار شركة بريطانية واحدة أن يهز قطاع الطاقة في الجزائر؟

دوكتي نيوز 🌐
0


8 مليارات دولار في خطر… كيف يمكن لانهيار شركة بريطانية واحدة أن يهز قطاع الطاقة في الجزائر؟

8 مليارات دولار في خطر… كيف يمكن لانهيار شركة بريطانية واحدة أن يهز قطاع الطاقة في الجزائر؟


تواجه الجزائر اليوم تحديًا اقتصاديًا حقيقيًا قد يزعزع أحد أهم أعمدة اقتصادها: قطاع الطاقة.
ثمانية مليارات دولار مهددة بالضياع بسبب أزمة تضرب شركة بريطانية واحدة كانت لعقود جزءًا أساسيًا من مشاريع النفط والغاز في البلاد.
الشركة هي "بيتروفاك" التي أعلنت رسميًا تقدمها بطلب لإشهار الإفلاس، ما يطرح سؤالًا كبيرًا:
هل تستطيع الجزائر تدارك الموقف؟ أم أن مستقبل مشاريعها الكبرى معلق بخيط رفيع؟


صدمة من لندن… شركة تنهار فتتأثر الجزائر

أعلنت صحيفة الغارديان البريطانية أن شركة Petrofac تقدمت بطلب الإفلاس، وسط أزمة مالية تهدد أكثر من 2000 وظيفة في بريطانيا.
ورغم أن الخبر يتعلق بشركة في الشمال البريطاني، فإن ارتداداته تضرب بقوة في شمال إفريقيا، وتحديدًا الجزائر التي ترتبط معها بشراكة تمتد لـ25 سنة.


علاقة الجزائر بشركة بيتروفاك

على مدى ربع قرن، كانت بيتروفاك شريكًا محوريًا في تطوير قطاع الغاز الجزائري.
أبرز مساهماتها:

  • تطوير حقل عين تسيلة
  • مشروع منشأة معالجة الغاز في المرك
  • دعم التكوين والتدريب لآلاف العمال والمهندسين الجزائريين
  • المشاركة في 17 مشروعًا ضخمًا في قطاع الطاقة
  • إنشاء بنى تحتية متقدمة للغاز والنفط
  • اعتماد محلي كبير على خبراتها في مشاريع التوريد والتشغيل

هذه المشاريع جعلت الشركة جزءًا من “قصة نجاح" قطاع الطاقة في الجزائر.


أبرز العقود المهددة

1. مشروع تطوير حقل “أهننت” – 600 مليون دولار

يتضمن:

  • إنشاء مركز فصل وضغط جديد
  • شبكة أنابيب بطول 400 كلم
  • ربط 36 بئرًا
  • توسعة منشأة الإنتاج الرئيسية
    هذا المشروع وحده يمثل ركيزة أساسية في إنتاج الغاز بالمنطقة.

2. مشروع حقل عين تسيلة – مليار دولار

يشمل الهندسة، التوريد، الإنشاء، الاختبار والتشغيل.
يعمل به أكثر من 4500 عامل، 90% منهم جزائريون.

3. مشروع البتروكيماويات “أرزيو” – 1.5 مليار دولار

أحد أهم المشاريع الحالية:

  • انتاج 550 ألف طن من البولي بروبيلين سنويًا
  • وحدات متكاملة لنزع الهيدروجين وإنتاج البولي بروبيلين
  • 6000 وظيفة أثناء فترة البناء
    بيتروفاك حازت فيه على حصة تزيد عن مليار دولار.

أسباب الانهيار المفاجئ لبيتروفاك

واجهت الشركة سلسلة أزمات مالية متراكمة:

  1. إلغاء عقد ضخم لطاقة الرياح في هولندا
    كان يشكل حجر الأساس في خطة إنقاذها المالية.
  2. مديونية تجاوزت 4 مليارات دولار
    جعلت الشركة عاجزة عن الوفاء بالتزاماتها.
  3. فشل خطة إعادة الهيكلة
    بعد انهيار مصادر التمويل.

النتيجة: الشركة أصبحت عاجزة عن الاستمرار، ما قد ينعكس مباشرة على مشاريعها في الجزائر.


كم تخسر الجزائر إذا توقف كل شيء؟

  • المشاريع الجارية حاليًا: 1.8 مليار دولار
  • المناقصات التي ما تزال قيد التقييم: 7.19 مليار دولار
  • المشاريع التاريخية التي شاركت بها: أكثر من 8 مليارات دولار

أي أن جزءًا مهمًا من الرؤية الاقتصادية 2027 الجزائرية مهدد بالشلل.


ما الذي يمكن أن يحدث؟

إذا توقفت بيتروفاك عن العمل في الجزائر:

  • تأخير مشاريع إنتاج الغاز
  • اضطراب في سلسلة التوريد
  • تأثير مباشر على الصادرات
  • إحجام الشركات الأجنبية عن الاستثمار
  • توقف مصانع ضخمة كانت على وشك الانطلاق
  • خسارة آلاف الوظائف

هل الحل بيد الرئيس عبد المجيد تبون؟

بحكم طبيعة العقود، تملك الدولة الجزائرية عدة أوراق:

  1. استبدال بيتروفاك بسرعة بشركات بديلة
    تركية، صينية، أو أوروبية.
  2. تسريع الشراكة مع سوناطراك لتولي مهام التنفيذ
    عبر شركاتها الفرعية.
  3. شراء جزء من أصول بيتروفاك في الجزائر
    لضمان استمرار المشاريع.
  4. إطلاق لجنة طوارئ للطاقة
    لمتابعة كل المشاريع المرتبطة بالشركة.

هذه الخيارات تتطلب قرارًا سياسيًا سريعًا على أعلى مستوى، لأن الزمن يلعب ضد الجزائر.


خاتمة

الأزمة الحالية درس مهم:
القوة الاقتصادية لا تقاس بالثروات الطبيعية فحسب، بل بقدرة الدولة على إدارة شراكاتها، حماية استثماراتها، وضمان استمرارية مشاريعها الحيوية.

الجزائر اليوم أمام مفترق طرق:
إما أن تتخذ قرارات عاجلة تنقذ مشاريع بقيمة 8 مليارات دولار،
أو تترك القطاع يواجه تبعات انهيار شركة واحدة.

فهل تُحوّل الجزائر الأزمة إلى فرصة… أم تتركها تتفاقم؟



التصنيفات:

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !