المغرب… من مملكة الأطلس إلى قوة إقليمية: السردية الكاملة

دوكتي نيوز 🌐
0

 

المغرب… من مملكة الأطلس إلى قوة إقليمية: السردية الكاملة


المغرب من مملكة الأطلس إلى قوة إقليمية السردية الكاملة

من أرضٍ نُقشت عليها بصمات التاريخ، إلى حاضرٍ تُرهب قوته خصومه بالسلاح والتكنولوجيا… تمتد حكاية المغرب.
هي قصة أمةٍ انتقلت من دولة الأدارسة الأولى إلى عصر الطائرات المسيّرة، ومن سواحل المتوسط إلى قمم الأطلس، دولةٌ لم تكتفِ بمجد الماضي بل تصنع مستقبلها بإصرار.

من هنا تبدأ الحكاية…
من العمق التاريخي للمغرب، ومن سلالات تعاقبت على عرشٍ حافظ على وجوده عبر قرون طويلة:
الأدارسة، المرابطون، الموحدون، المرينيون، السعديون، ثم العلويون.
كل سلالةٍ منها تركت بصمتها، ولكل منها قصة تشبه الأساطير:
ملكٌ بدأ طريدًا فارًا من الموت فأصبح مؤسس دولة، وآخر انطلقت دولته من خيمةٍ في الصحراء قبل أن يُخضع كل المغرب لسلطانه، وآخرون قاموا فوق أنقاض صراعات أبناء العمومة ليُعيدوا تشكيل ملامح المغرب كما نعرفه اليوم.

شهد المغرب في تلك العصور تقلبات هائلة:
سنوات ازدهار وعمران، وأخرى دمار وحروب، فترات قوة وعلوم مزدهرة، وأزمنة ضعف وفاقة.
ومع مرور الزمن، بقي المغاربة يتعاملون مع سلالاتهم الحاكمة بنوعٍ من الولاء والاستثناء، رغم اختلاف الأزمنة والسياسات.

بداية الدولة المغربية: عهد الأدارسة

يتفق المؤرخون على أن المغرب لم يعرف دولة إسلامية متكاملة إلا سنة 788م، عند تأسيس دولة الأدارسة على يد إدريس بن عبد الله.
وتبدأ القصة من موقعة "فخ" قرب مكة سنة 786م، حيث قُتل معظم الثوار العلويين، بينما نجا إدريس بن عبد الله بمساعدة خادمه الأمازيغي راشد.
هاربًا من بطش العباسيين، شق طريقه سرًا عبر مصر وبرقة وتلمسان، وصولًا إلى وليلي، حيث احتضنته قبيلة أوربة وبايعته بالخلافة.

سرعان ما بدأ إدريس الأول بتوحيد القبائل ونشر الإسلام، فامتد نفوذه حتى شالة وبلاد تامسنا والجبال والسهول والبحر، مما أثار قلق الخليفة العباسي هارون الرشيد الذي حاول القضاء عليه، لكن نهايته ظلت موضع خلاف بين الروايات التاريخية.

بعد وفاته، تولى راشد الوصاية على ابنه إدريس الثاني الذي ازدهرت الدولة في عهده، واتخذ مدينة فاس عاصمةً، وبنى مؤسسات الحكم، وفتحها أمام المهاجرين من الأندلس والقيروان، فصارت مركزاً علمياً ودينياً بارزاً.

لكن بعد وفاة إدريس الثاني، أدت كثرة أبنائه إلى تقسيم المملكة إلى ولاياتٍ متعددة، وتحولت تدريجياً إلى إمارات متنازعة.
ورغم الصراعات بين أبناء البيت الإدريسي، فقد حافظ السكان على ولائهم لهم، إذ ينظر المغاربة للأدارسة بوصفهم شرفاء ينتسبون لآل البيت، وهو تقديرٌ تحول لاحقاً إلى سلوك سياسي استمر إلى اليوم.

توالى الأدارسة على الحكم، وتفاوتت عصورهم بين القوة والرخاء أو الفوضى والضعف، إلى أن انتهى حكمهم تحت وطأة الصراع بين الفاطميين في الشرق والأمويين في الأندلس.
أُسقطت دولتهم بعد نحو 130 سنة، لكن أثرهم بقي، وتفرعت منهم عائلات وبيوتات حكمت المغرب والأندلس وليبيا وأجزاء من الجزيرة العربية لاحقاً.

من خيمة إلى دولة: المرابطون

بعد سقوط الأدارسة، برزت سلالة المرابطين، الملثمين القادمين من عمق الصحراء.
بدأت قصتهم بحركة دعوية إصلاحية مع الفقيه عبد الله بن ياسين في جنوب موريتانيا سنة 1040م، حين دعا قبائل الملثمين للعودة إلى الدين وتصحيح الاعوجاج الأخلاقي والاجتماعي الذي ساد المنطقة آنذاك.

واجه مقاومة شديدة، فاعتزل الناس في خيمةٍ عند أطراف الصحراء، لكن سرعان ما بدأت الوفود تتقاطر عليه من كل مكان.
كبرت الجماعة وتكاثرت الخيام، وتحولت بعد أربع سنوات إلى قوة تضم آلاف الرجال، وأطلق عليهم اسم "المرابطين".

توسعت الحركة حين انضم إليهم زعماء صنهاجة، وعلى رأسهم يحيى بن عمر ثم أبو بكر بن عمر، لتتحول الدعوة إلى دولة تمتد من الأطلسي إلى بحيرة تشاد، ومن جنوب موريتانيا إلى جبال الأطلس، وصولًا إلى الأندلس.

إرسال تعليق

0 تعليقات
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
إرسال تعليق (0)

#buttons=( أقبل ! ) #days=(20)

يستخدم موقعنا ملفات تعريف الارتباط لتعزيز تجربتك. لمعرفة المزيد
Accept !