بين الشعارات والواقع.. الجزائر تمنح صوتها لإسرائيل داخل اتحاد البث الأوروبي في تصويت مثير للجدل
في مفارقة أثارت دهشة واسعة داخل الأوساط الإعلامية والسياسية، صوّتت الجزائر لصالح مشاركة إسرائيل في مسابقة يوروفيجن 2026 خلال الاجتماع الأخير لاتحاد البث الأوروبي (EBU)، رغم الخطاب الرسمي الذي ترفعه حول دعم القضية الفلسطينية ورفض التطبيع.
وجاء هذا التطور خلال جلسة تصويت حساسة قادتها شبكة التلفزة الإسبانية RTVE، التي دعت إلى تنظيم التصويت بشكل سري لتفادي أي ضغوط سياسية على الوفود المشاركة، وسط نقاشات حادة حول استمرار مشاركة إسرائيل في المسابقة عقب موجة الانتقادات الأوروبية الأخيرة.
انقسام حاد داخل الاجتماع.. ودول تنتقد بشدة مشاركة إسرائيل
وعرفت الجلسة حضور وفود رفيعة، أبرزها الشبكة اليونانية التي دعمت إسرائيل بشكل واضح عبر إرسال رئيس مجلس إدارتها والمدير العام شخصيًا. في المقابل، عبّرت دول مثل:
إسبانيا، تركيا، سلوفينيا، بلجيكا عن اعتراضات قوية ضد مشاركة تل أبيب، بينما اصطفّت ألمانيا وأوكرانيا للدفاع عن استمرارها.
أما السويد والنرويج فاختارتا موقفًا “محايدًا”، داعيتين إلى فصل السياسة عن الفنون.
الجزائر ضمن 738 صوتًا لصالح تعديل يُنقذ مشاركة إسرائيل
وأسفر التصويت على التعديلات التنظيمية الجديدة، التي تمنح لجان التحكيم تأثيرًا أكبر خلال مرحلة نصف النهائي، عن تمرير الإصلاحات بـ 738 صوتًا مؤيدًا، بينها صوت الجزائر بحسب مصادر متطابقة، مقابل 264 صوتًا رافضًا و 120 امتناعًا.
وتفاديًا لإعادة تصويت قد يُقصي إسرائيل، كان لهذا التعديل دور حاسم في استمرار مشاركتها خلال نسخة 2026.
دول عربية في قلب التصويت لأول مرة
التصويت النهائي شمل جميع الدول الأعضاء في اتحاد البث الأوروبي، بما فيها دول غير مشاركة في مسابقة يوروفيجن، مثل:
الجزائر، المغرب، تونس، مصر، الأردن، لبنان، ليبيا.
وكان يُنتظر من هذه الدول أن تُحدث توازنًا مختلفًا، إلا أن مفاجأة تصويت الجزائر لصالح إسرائيل قلبت التوقعات.
محللون: منعطف غير مسبوق في علاقة الدول العربية بـ EBU
ويرى متخصصون أن خطوة الجزائر تمثل تحولًا رمزيًا في علاقة الدول العربية باتحاد البث الأوروبي، وقد تُعيد رسم خريطة مواقف الدول في السنوات المقبلة، خصوصًا في ظل تصاعد التوتر السياسي المتعلق بمشاركة إسرائيل في الفعاليات الفنية الأوروبية.
ومع اقتراب يوروفيجن 2026، يبدو أن الأنظار ستتوجه نحو كيفية تفاعل الجمهور الأوروبي والعربي مع هذه القرارات المثيرة للجدل، وما إذا كان هذا المسار سيؤدي إلى مزيد من الانقسام داخل اتحاد البث الأوروبي.
